المسيحي المصلي
"يحتاج المسيحي الى قوة- هذا شيء نعرفه جميعا. ولكنه لا يملك قوة من نفسه فمن أين تجيئه القوة؟
لاحظ الاجابة: "تقووا في الرب وفي شدة قوته" (أفسس 6: 10).
وكان بولس تحدث عن القوة في مطلع رسالة أفسس (1: 17-19) فصلى أن يعطي الله قوة الروح القدس حتى يعرفوا ما هي عظمة قدرة الله الفائقة حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح، إذ أقامه من الاموات. عمل شدة قوته في المسيح أنه أقامه، وهو نفسه الذي يعمل في المؤمنين. ولكن ما أقل ما نصدق نحن هذا، وما أقل ما نختبره. ولهذا صلى بولس، ويجب أن نصلي نحن طالبين أن يعلمنا الروح القدس أن نثق بعظمة قدرته الفائقة. صل بكل قلبك: (يا أبي السماوي، أعطني روح الحكمة حتى أختبر القوة في حياتي".
صل أن ينير الروح القدس عينيك، وثق في القوة الالهية العاملة فيك. صل أن يعلن لك الروح القدس مواعيد الله، حتى تملأ قوته حياتك و يسدد كل أعوازك.
ألا ترى أنك محتاج إلى صرف مزيد من الوقت مع الآب ومع الابن، حتى تختبر قوة الله فيك؟"
الكلمة والصلاة
"يا رب، أحييني حسب كلامك " (مزمور 119: 107)
"الكلمة المقدسة والصلاة لا ينفصلات، ويجب أن يوجدا معا في خلوة التعبد. ففي الكتاب المقدس يكلمني الله، وفي الصلاة أنا اكلم الله. و اذا أردنا أن يكون الاتصال سليما فيجب أن يتكلم الله وأتكلم أنا. فإذا صليت بدون قراءة الكتاب فإني أتعرض لاستعمال كلماتي وأفكاري الشخصية. أما إذا قرأت الكتاب فإني آخذ أفكار الله من كلمته وأقدمها له, وهكذا أصلي حسب كلمة الله- فلا غنى عن كلمة الله للصلاة الحقيقية!
وعندما أصلي أعرف الله على حقيقته، والكلمة المقدسة تعطيني الأفكار الصادقة عنه. كما أن الكلمة تعلمني كم أنا ضعيف وخاطىء. وهي تريني العجائب التي يعملها الله لأجلي، والقوة التي يمنحها لي حتى أعمل إرادته. وتعلمني الكلمة كيف أصلي برغبة قوية وإيمان ثابت ومواظبة مستمرة. ان الكلمة لا تكشف لي من أنا فقط، بل أيضا ما يمكن أن أكونه بنعمة الله. وفوق الكل تذكرني كل يوم أن يسوع هو شفيعي العظيم، وتسمح لي بالصلاة في اسمه.
أيها المسيحي، تعلم هذا الدرس العظيم حتى تجدد قوتك كل يوم بكلمة الله، لتصلي حسب مشيئته.
ثم أننا نحتاج للصلاة ونحن نقرأ كلمة الله، حتى نفهم الكلمة، و نطبقها عمليا بقوة الروح القدس، وحتى أرى من الكلمة أن يسوع هو الكل في الكل، وأنه كل شيء لي وفي.
"مبارك أنت أيها المخدع الذي فيك أقترب من الله في المسيح بواسطة الكلمة في الصلاة. فيك استطيع أن أقدم نفسي لله و خدمته، وأن أتقوى بالروح القدس لكي أسكب محبته في قلبي وأسلك يوميا في تلك المحبة".
(أندرو موري)
مقدمة
الصلاة هي شركة مع الله، وهي الوسيلة التي عينها الآب السماوي لنخاطبه بها. وكثيرا ما يسيء الناس فهم معنى الصلاة، فيظنونها واسطة الاتصال الغامضة بالله القدوس المرهوب إذ يطلبون منه أعوازهم. ولكن الكتاب المقدس لا يعلمنا هذا، بل يعلمنا أن الصلاة هي الشركة والحب بين الابناء وأبيهم السماوي، الذي يطلب هذه الشركة.
ويجب أن تكون علاقتنا بالآب السماوي علاقة ثقة وطاعة، فنقترب اليه في محبة وامتنان، واثقين أنه سيسمع صلواتنا حسب وعده لنا في يوحنا 7:15 و 1 يوحنا 5: 14-15. والصلاة اكثر من مجرد كلمات تقال، إذ أنها اتجاه قلب يعبرعن ميوله نحو الله.
حياة الصلاة أساسية للمسيحي، فهي نبع حياته الروحية. والمسيحي الذي لا يستفيد من رصيده الروحي بالصلاة يفشل، لأن الحياة المسيحية مستحيلة إلا إذا عشناها في المسيح وبقوة المسيح.
وإذ تدرس الدروس التالية، نرجو أن ترى أهمية الصلاة، فتبدأ حالا في قضاء وقت محدد في الصلاة والشركة مع الآب السماوي. وتذكر أن المسيح قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي.. ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن. إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله" (يوحنا 14: 6, 13, 14).
وقال: "إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يوحنا 15 :7).
وهذه هي الثقة التي لنا عنده، انه إن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. و ان كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه"(يوحنا 5: 14-15).
وقال أ.م. بوندز: "تبحث الكنيسة عن اساليب أفضل، ولكن الله يبحث عن أشخاص أفضل.. والكنيسة اليوم لا تحتاج إلى أنظمة إدارية أفضل، ولا إلى مباني اكثر، ولا إلى أساليب أحدث... لكنها تحتاج إلى رجال يمكن أن يستخدمهم الروح القدس- رجال أقوياء في الصلاة! إن الروح القدس لا يفيض في المباني وأساليب العمل، بل في الأشخاص. وهو لم يأت لأنظمة إدارية بل للبشر. وهو لا يمسح الخطط والأساليب بل يمسح رجال الصلاة!".
وقال جون موط: "بدء اليوم بدراسة تعبدية للكتاب المقدس والصلاة يؤهلان الشخص ليوم ينتصر فيه على الذات والخطية والشيطان".
وقال جون كوينسي آدمز، أحد رؤساء امريكا السابقين: "أن عادة درس الكتاب المقدس كل صباح هي أنسب طريقة أبدأ يومي بها".