الصلاة من أجل التهيئة والاستخدام

ولما دخلوا صعدوا إلى العُلية التي كانوا يُقيمون فيها.. هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته ( أع 1: 13 ،14)
لقد كانت الكنيسة الأولى كنيسة مجاهدة بالصلوات. كانت تعيش راكعة، لذلك كانت شهادتها فعَّالة. لقد كان خلف تلك الشهادة ركباً ساجدة وأيادي طاهرة مرفوعة للصلاة، فليس بغريب أن نرى أسوار العالم الوثني تنهار أمام صلوات الكنيسة بقوة، أكثر مما انهارت أسوار أريحا قديماً أمام الأبواق الضارية. إن الركب الساجدة كانت حقاً أقوى من الجيوش الزاحفة، فأمامها اندحرت لا الجيوش الرومانية، بل جيوش مملكة الظلمة.
وفي أعمال1 نجد أول اجتماع صلاة بعد صعود المسيح، لقد ولدت كنيسة المسيح يسوع في اجتماع صلاة، ولا يمكن أن تبقى إلا في هذا الجو المبارك نفسه. كم كان هذا الوقت مباركاً، ذلك الوقت الذي قضاه هؤلاء المؤمنون الذين كان عددهم 120 !!. لقد كانت تلك الأيام العشرة التي قضوها مُصلين، مقدمة لعمل الكرازة العظيم (أع1: 8).
ليت اجتماعات الصلاة في أيامنا هذه تكون عامة وقوية كما كانت في حياة الكنيسة الأولى. فاجتماع الصلاة في الكنيسة الأولى كان يشكِّل أحد الدعائم الأساسية الأربع التي أرست عليها الكنيسة الأولى قواعدها، كما هو مكتوب "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" ( أع 2: 42 ). وأيضاً "على الصلاة وخدمة الكلمة" ( أع 6: 4 ) وهذا سر قوة الكنيسة، وأساس نهضتها.
وكم هو أساسي أن نبقى في محضر الله، ليس في سلبية مجردة، بل في توقع واشتياق، في صمت وتأمل، في صلاة وانتظار. وإذا كان لنا أن نجهز أنفسنا للخدمة العلنية والكرازة، فعلينا أن نكون اولاً ودائما على صلة وثيقة مع السيد، وفي ذلك المكان السري للإله العلي ( مر 3: 13 ؛ مر6: 30) حيث يهمس في آذاننا بالرسالة التي نقولها علانية.
مسعد رزيق - بتصرف