ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه

المسيحي والروح القدس

"وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. واما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم". (يوحنا 14: 16-17).

"واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". (يوحنا 14: 26).
"ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي". (يوحنا 15: 26)
"لكني اقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق. لأنه اذا لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن ان ذهبت أرسله اليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. اما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. واما على بر فلأني ذاهب الى أبي ولا ترونني ايضا. واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين". (يوحنا 7:16-11).
"ان لي أمورا كثيرة لأقول لكم. ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن. واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم". (يوحنا 12:16-14).
"لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض". (اعمال 1: 8).
"ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح". (أفسس 5: 18).

ستنالون قوة

بقم بيل برايت

هل خطر ببالك يوما بأن في الحياة المسيحية أفضل مما تحياه الآن؟
قال يسوع: "لقد أتيت لتكون لهم (أي لك ولي ولجميع المسيحيين) حياة وليكون لهم أفضل". ومع ذلك، فان كنت مسيحيا عاديا فانك تقول: لا شك، أنه يوجيد شيء أقضل في حياتي. انني احاول أن أشهد، ولكن لا أحد يحفل بما اقوله، ولست أجد سوى الشكوك والمخاوف والمفشلات والانهزام. بالتأكيد، لا بد أن للحياة المسيحية صورة أفضل من هذا ولكنني لا أجد السبيل الى تلك ا لصورة.
وانني أرغب، لتشجيعك، ان احدثك عن بعض من كانت اختباراتهم مماثلة لاختباراتك الى أن اكتشفوا سر الله للنصرة والقوة.
كتبت هذا المقال للأعضاء العاملين في الحملة الجامعية للمسيح و لآلاف من الطلاب ممن نعمل بينهم في الجامعات الأمريكية. ونظرا لاهتمام الحملة الجامعية بالكرازة وجدنا من الضرورة ان يمتلىء بالروح القدس كل اعضاء هيئة الحملة الجامعية وقادة الطلاب ممن نعمل معهم، هذا اذا كنا نسعى حقا من أجل خدمة فعالة للمسيح في الجامعات.
وبصفتي مدير الحملة الجامعية للمسيح، كان لي امتياز التحدث الى آلاف الطلاب في كل سنة في حوالي خمسين جامعة. وفي احدى المرات تكلمت الى فريق مسؤول من قادة المسيحيين في جامعة برنستون عن أهمية الشهادة للمسيح في الجامعة. وفي نهاية رسالتي جاءني شاب مكرس والاهمام الشديد باد عليه لافتقاره الى "الثمار" في شهادته. قال: لقد حاولت أن أشهد ولكن لم أحصل على نتيجة. انني اقضي فترة خلوة روحية كل يوم واقرأ الكتاب المقدس وأصلي واستظهر الآيات الكتابية واحضر كل اجتماع مسيحي يعقد في الجامعة. ومع كل هذا لم أتمكن من أن أربح شخصا للمسيح، ثم سألني: ما الخطأ في؟
ان هذه القصة هي مثال لكثيرين جاؤا طلبا للاستشارة في جامعة بعد جامعة. والعلمانيون والرعاة على حد سواء، يسألون اسئلة، ويقولون مثل هذه العبارات: "ما الخطأ في حياتي؟"-"ان اختباري المسيحي سطحي وغير فعال"-"انني خجول اتردد في اخبار الآخرين عن المسيح"-"انني اشعر بالحرج في اطلاع الآخرين على اختباري المسيحي"-"سيسخر الآخرون مني أو يظنون انني شاذ"-"ان حياتي ليست خاضعة للمسيح"-"لدي خطط لحياتي واخشى ان يبدلها الله"-"ليست لدي قوة داخلية حين ابشر".
جاء وقت في اختباري في خدمتي المسيحية، حثثت فيه المسيحيين ان يشهدوا وان يحيوا القداسة للمسيح، ولكن النتائج كانت مخيبة للامل بحيث انني بدأت بتكريس معظم وقتي وطاقاتي للتبشير فظهرت بركة الله مع مزيد من الثمار.. على كل، بينما كانت السنون تمر، ساعدني الروح القدس لارى الطاقة المحتملة العظيمة الكامنة في المسيحيين الفاترين، إذا ما تم إيقاظهم واعدادهم لخدمة المسيح. وانني مقتنع الان بأن المسيحي الفاتر الجسدي، يمكن ان يتحول الى شاهد نشيط اذا اخضع ارادته للمسيح وامتلأ بالروح القدس. ومرة، بعد مرة، يضع الله أمامي التباين العظيم ما بين كنيسة المسيح اليوم وكنيسته في القرن الاول.
ما هو الفرق؟ ما هي الوصفة الغريبة التي تجعل شخصا يختلف عن الاخر في حين ان كليهما مسيحي؟ أهو مقدار التكريس؟ يقول بعض اللاهوتيين: نعم، ومع ذلك فهناك قلوب كثيرة جائعة في ارجاء هذه البلاد بل وفي العالم، تصرخ الى الله مكرسة نفسها للرب يوما بعد اخر، ولكنها تظل عاجزة مهزومة. لماذا؟ ألم يقل لنا في متى 5: 6 "طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون"؟
ألم يقتبس يوحنا، التلميذ المحبوب، عن المسيح في رسالته الاولى 1: 5-7، قوله بأن الله نور وليس فيه ظلمة البتة، واننا ان سلكنا في "النور"، فلنا شركة مع الآب والابن؟
لا داعي لان يعيش المسيحي في فقر روحي وهناك آلاف من المواعيد في كلمة الله. وهذه المواعيد هي من نصيب كل مسيحي يفي بشروطها. وتشتمل هذه المواعيد على: تأكيد محبة الله (يوحنا 3: 16)، بشروطها، وتشتمل هذه المواعيد على: تأكيد محبة الله (يوحنا 3: 16)، الحياة الابدية (رومية 6: 23)، غفران الخطية (1 يوحنا 1: 9)، المؤونة المادية (فيلبي 4: 19)، قيادة خطوات المرء (مزمور 37: 23)، سر الصلاة الناجحة (يوحنا 5 1: 7) الوعد بحياة أفضل (يوحنا 10: 10)، وعد الله بتكريم الحياة المقدسة (2 أي16: 9) وان كل ما يعمل يعمل لخيرنا (رومية 8: 28) انقاذنا من التجربة (1 كورنثوس 10: 13) الانتصار على الخوف (1 يوحنا 4: 18) وآلاف سواها.
يعد الكتاب المقدس كل مسيحي بفيض من المحبة والفرح والسلام والايمان وغيرها من البركات، فما هو الخطأ؟ قال مؤخرا الدكتور بيلي جراهم في اذاعة تليفزيونية بأن 90% على الاقل من المسيحيين، يعيشون حياة مسيحية مهزومة. وقد ردد غيره ممن تتيح لهم اتصالاتهم قياس النبض الروحي، عبارات مماثلة. ومن المحتمل، يا عزيزي ان تكون واحدا من هؤلاء. وقد تكون مثل ذلك الشاب الذي جاءني في جامعة برنستون. قد يكون لك قلبا ملتهبا نحو الله: تقرأ الكتاب المقدس بأمانة وتصلي، وتشهد، وتعمل بنشاط في كنيستك ومع ذلك، فأنت تخوض، سنة بعد أخرى، معركة خاسرة. تأتي التجارب، فلا تقاوم بقوة كافية فتسقط وتستسلم وتنهزم. انت تواصل السير شهورا طويلة بنشاط في بالوعة اليأس مع "المسيحي" في كتاب سياحة المسيحي لمؤلفه بنيان، ثم تحضر خلوة روحية فتنتعثس وتنمو وتحيا الحياة المسيحية المنتصرة، ولكن لا يكون ذلك الا لفترة قصيرة ثم تنحدر ثانية الى بالوعة اليأس. ارتفاع، سقوط، انتصارات، وانهزامات! كما جاء في رومية 7: 13-24 الى أن تصرخ مع بولس في ع 24: "ويحي انا الانسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت؟".
وهكذا كان الامر بالنسبة لذلك الشاب الذي اشرت اليه عندما جاء للحديث معي ذلك اليوم. بكل لطف، بدأت اباحثه واجس حقيقة الامر للاجابة عن مشكلته. كان من الواضح أنه شاب جاد، اراد أن يرضي الله، واراد بكل اخلاص، ان يعرف اصدقاؤه بمخلصه العجيب. وكما بينت سابقا، فانه بحسب سلوكه ونشاطاته المسيحية كان نموذجا للمسيحي.
وعد المسيح في يوحنا 14: 26، و 16: 13، بأن الروح القدس سيعلمنا كل الأشياء ويقتادنا الى الحق. فعندما جلسنا معا اقتادنا الروح الى بعض الفقرات الهامة من الكتاب المقدس التي، حين طالب بها بالايمان، انفتح باب قلبه للنصرة، والفرح الذي لا يوصف. وابتدأ منذ ذلك الحين، يختبر حياة مثمرة في المسيح لم يعرفها من قبل.
تركني فرحا وبقلب مفتوح. لقد عرف ذلك الشاب ان شيئا ما قد حدث في حياته-كان انسانا جديدا- لم يعد خائفا وعاجزا، ومقهورا، اصبحت لديه الان القوة، والجرأة والايمان والثقة بالله. اكتشف ان مواعيد المسيح هي له: "هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس". (متى 4: 19) و"بهذا يتمجد أبي ان تأتوا بثمر كثير". (يوحنا 15: 8) و "ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم. لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي". (يوحنا 15: 16). تخبرنا كلمة الله بأن يسوع "لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم". (متى 13: 58)، وانه "بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي يأتي الى الله يؤمن بأنه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه" (عبرإنيين 11: 6). وصلى معي طالبا من الله ان يرشده قائلا: "يا ربي، من هو أول شخص تريدني ان اشهد له؟" وبالكاد استطاع ان ينتظر ليرى ماذا كان الله مزمعا ان يفعل بواسطته.
وبينما كان قاصدا الى حجرته، اذا بالشخص الذي قاد فيلبس الى الرجل الحبشي كما هو مدون في اعمال 8: 26-39، يقوده الى زميل له كان قد شهد له مرات عديدة من قبل دون فائدة. الا ان شهادته هذه المرة كانت ذات نتيجة مختلفة. كان الله قد اعد قلب صديقه كما اعد قلب الحبشي وسرعان ما احنيا رأسيهما في صلاة وقبل زميله المسيح ربا ومخلصا. لا تستطيع الكلمات ان تصف الفرح الذي ملأ قلبه بعد ذلك لم يستطع النوم لانفعاله الشديد. وعندما استيقظ في الصباح التالي كانت صلاته المتشوقة:"من هو الشخص الثاني اليوم يا ربي؟" و وضع الرب زميلا اخر على قلبه. وحين تحدث الله تجاوب هذا ايضا وكأنه اجتذب بيد خفية. وليس هذا الامر بالشيء الغريب لأن كلمة الله تقول لنا: "لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الآب". (يوحنا 6: 44). واقتاد في اليوم التالي زميلا ثالثا للمسيح، وكذلك في اليوم الذي بعده، وتبع ذلك آخرون. لقد تغيرت حياته وامتلأ بالقوة بشكل عظيم والله يستخدمه كل يوم حتى انه يفكر الان وانا اكتب هذه السطور أن يكرس حياته بالكامل للخدمة.
عندما نقول أن حديثا تم بين الله وانسان ما يجب ان نفهم بأن الله لا يتكلم بصوت مسموع، ولكن بصوت روحه المنخفض اللطيف. ولذلك لا يستطيع الا المؤمن الخاضع والحساس والمملوء بالروح ان يتحادث مع الله.
إن المجال لا يتيح لي أن أروي لكم كل القصص المماثلة عن أناس رأيتهم يتقوون بالله ويصيرون شهودا نافعين للمسيح، قصص الانهزام التي تحولت إلى نصر، ولكنني ارغب ان اطلعكم على حالات نموذجية اخرى قليلة.
شاب آخر كانت حياته المسيحية غير مثمرة حتى منتصف سنته الدراسية الاخيرة في الجامعة. وذات يوم، بينما كنا نصلي معا حدثت المعجزة. فبعد ان غادر حجرتي اتجه نحو قاعة مبنى اتحاد الطلبة ولمح تلميذا لم يكن يعرفه يقرأ شيئا ما على لوحة الاعلانات. واحس بدافع من الرب يدفعه ليتحدث اليه عن المسيح واندهش وهو يرى ان الشاب لم يكن مهتما فقط بل كان يبحث عن واحد يرشده الى الكيفية التي يصبح فيها مسيحيا. وفي خلال ثلاثين دقيقة صليا معا ودعا الشاب المسيح ليكون ربه ومخلصه، ومضى كلاهما في طريقه فرحا. وفي الاسابيع الباقية من الفصل الاخير قاد الى المسيح عشرات من الطلاب زملائه، ثلاثة منهم ربحهم في آخر اسبوع له في دراسته الجامعية.
وهناك ايضا خادم شاب درس في إحدى كليات اللاهوت في امريكا وحاز على شهادة البكالوريوس والماجستير واحس برغبة لربح النفوس، حاول كثيرا دون جدوى أو ثمر. وذات يوم اتصل بي تليفونيا و سألني اذا كان في امكانه ان يأتي لزيارتي. فتحدثنا معا وصلينا. ومضى بقوة جديدة، بروح الترقب والفرح وحدثتنا التقارير المتتالية عن الانتصار والثمر الذي ملأ حياته بعد ذلك.
جاءني شاب آخر خجول جدا وأخذ يحدثني عن محبته للمسيح واهتمامه بالنفوس الضالة، الا أن خجله جعله دائما يفشل في ربح نفس واحدة للمسيح: وحدثت معجزة اخرى، وتملك اله القوة والنصرة والمحبة والايمان على حياته.
والنتائج؟ كان الثمر كثيرا حتى أنه لم يكن يصدق امكانية حدوثه وامتلأ قلبه بفرح لا ينطق به ومجيد، وحل محل الخوف والانهزام الجرأة والشجاعة والاشعاع وا لنصر ة.
وشاب آخر اسمه جماي وهو شاهد امين، يلتزم بخدمة الرب، ومثمر اكثر من سواه بكثير. جاء، وسمع، وآمن، وقبل. لم تعد الشهادة واجبا بل فرحا. وقال "ان اختباري اشبه ما يكون بالتحرر من السجن".
ولقد كان هناك دائما عبر القرون اتباع للمسيح عاديون لم يحدث لهم او بواسطتهم شيء مثير. ثم حدث لهم شيء كا حدث لبطرس والتلاميذ فاصبحوا رجالا ونساء لله مملوئين قوة. وتحول الانهزام الى نصرة، اختفى الشك والجدل. وحل محلهما الثقة والفرح والايمان. هؤلاء هم الذين "فتنوا المسكونة" (اعمال 13: 6) بطرس الخائف الذي انكر يسوع ثلاث مرات أمام جارية، اصبح يوم الخمسين شخصا آخر وعظ فآمن بواسطته ثلاثة آلاف ثم خمسة آلاف بالمسيح، و انضموا الى الكنيسة. لقد امتلك التلاميذ الاوائل صفة حياة جديدة غريبة. حياة قوة غيرت قلب الامبراطورية الرومانية الشريرة في اثناء القرن الاول، والتي بحسب التقاليد ادت بكل واحد من التلاميذ الاثني عشر الى قبر الاستشهاد باستثناء يوحنا الذي مات في المنفى في جزيرة بطمس.
نعم هذه القوة ابتدأت في يوم الخمسين، فأدت الى تغيير حياتهم مثل أولئك الذين ذكرتهم وملايين غيرهم عبر القرون تحولوا الى مؤمنين اقوياء يشهدون بقوة الروح القدس.
ماذا تعرف عن الروح القدس؟ بمعنى آخر، ماذا يعني الروح القدس لك شخصيا؟
وعد يسوع في مأموريته للرسل بأن الروح القدس يعطينا قوة لنصبح شهودا له. "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية، والسامرة، والى اقصى الارض". (اعمال 1: 8).
وغرض هذا الحديث ان نشرح "كيف نمتلىء بالروح القدس" من زاوية علاقة هذا الموضوع بتحقيق مأمورية مخلصنا العظمى. لذلك، لن نستأثر بالوقت والمجال هنا لنطيل البحث في الحقائق العديدة الاخرى المتعلقة بدور الروح القدس الذي يلعبه في حياة كل مؤمن الا بمقدار ما يساهم ذلك بموضوعنا الرئيسي.
دعنا نتأمل باختصار ببعض تلك الحقائق الروحية بعلاقتها بالامتلاء با لروح.
1- من هو الروح القدس؟
انه الأقنوم الثالث من الثالوث الاقدس: الآب والابن والروح القدس. انه ليس شبحا غامضا، ولا قوة غير مرئية. انه اقنوم مساو من جميع النواحي، الآب و الابن. صفات الله كلها منسوبة اليه. وله معرفة غير محدودة. (1كو 2: 11)، وارادة غير محدودة (1كو 12: 11)، ومشاعر غير محدودة (رومية 15: 30).
يصف الدكتور أدوين أور الروح القدس بقوله: "انه القائد الأعلى لجيش المسيح. وهو رب الحصاد، وسيد النهضات والخدمات التبشيرية والارسالية. بدون موافقته كل تخطيط مصيره الفشل. ويجب علينا، كمسيحيين ان نجعل كل خططنا واهدافنا توافق مع خطط واهداف الروح القدس لإنعاش الكنيسة وتبشير العالم.
أول إشارة الى الروح القدس وردت في تكوين 1: 2. ويلاحظ أثره في كل العهد القديم ولكنه يصبح اكثر جلاء في حياة ربنا وخدمته. واخيرا، بعد صعود مخلصنا ليكون عن يمين الآب، أي مكان القوة، أرسل الروح القدس ليكون "معزيا" (يوحنا 14: 26, 15: 26)0 ان اللفظة اليونانية للكلمة يعزي هي "براقليط" ومعناها "الشخص المدعو لمرافقة" المسيحي كرفيق وصديق- وايضا الشخص الذي يبث الطاقة "ويشدد" "ويقوي" المؤمن بالمسيح.
روح الله 1 كورنثوس 3: 16
روح الحياة رومية 8: 2
روح الأ يمان 2 كورنثوس 4: 13
روح الحق يوحنا 13:16
روح النعمة عبرانيين 10 :29
روح القداسة رومية 1 :4
روح القوة 2 تيموثاوس 1: 7
2- لماذا جاء الروح القدس؟
لقد جاء الروح القدس ليشهد للرب يسوع المسيح ويمجده. (يوحنا 16:
13-14). (وكما جاء يسوع ليرفع ويعلن الآب، كذلك أرسل الروح القدس ليرفع ويمجد الابن يسوع المسيح).
وبالتالي فاننا كلما جعلنا الروح القدس يتحكم في حياتنا زدنا حبا للرب يسوع المسيح وخدمته، وزدنا لمحبته وحضوره الدائم، لأننا حين نمتلىء بالروح القدس فاننا نمتلىء بيسوع المسيح. وحين يسيطر علينا الروح القدس يسيطر علينا يسوع المسيح، وهكذا حين نمتلىء بالروح القدس والرب يسوع المسيح فان قوة اعظم من قوتنا تنطلق فينا وبواسطتنا من أجل خدمة ناجحة وحياة منتصرة.
3- ما هي علاقة الروح القدس بنا كمسيحيين؟
(المسيحي هو كل من قبل يسوع المسيح في حياته ربا مخلصا بحسب ما جاء في يوحنا 1: 12، يوحنا 3: 5، كورنتوس 5: 17).
عند الولادة الروحية
ا- يجدد الروح القدس الناس. (يوحنا 3: 5)
ب- يأتي الروح القدس ليسكن في حياة كل شخص(1 كو 3: 16).
ج- يؤكد لنا الروح القدس اننا اولاد الله. (رومية 8: 16).
د- يختم الروح القدس كل مسيحي للمسيح (أفسس 4: 3، 1: 13).
هـ- الروح القدس هو كفيل او ضامن الميراث الذي سيرثه كل مسيحي في يوم ما (2 كورنثوس 5: 5).
و- يعمد الروح القدس كل مسيحي الى جسد المسيح (1 كورنثوس 2: 13، غلا طية 3: 27، ر ومية 6: 3، 4).
في لحظة الميلاد الروحي، يتجدد المسيحي، ويسكن، ويختم، ويضمن، ويعمد، ويملأ بالروح القدس. ان عملية التجديد، والسكن، والختم، والضمان، والتعميد الى جسد المسيح بالروح القدس هي علاقة مقامية وقد يرافقها، أو لا يرافقها، اختبار شعوري.
ان هذه الحقائق، على أية حال، تعرف المسيحي بالحقيقة المثيرة الا وهي اتحاده بالمسيح "انتم في وانا فيكم" (يوحنا 14: 20). نحن نستبدل قوته بضعفنا وقداسته وقوته بحالتنا الخاطئة و انهزامنا.
ونتيجة للعلاقة الجديدة بالمسيح، يصبح لدى كل مؤمن امكانية الشهادة بقوة والعيشة المنتصرة على الخطية. هذه القوة الكامنة، اي حياة يسوع المسيح في كل مؤمن، تطلق بالايمان حين يسلم المسيحي قيادته الى الروح القدس. ومن حيث ان عمل الروح القدس هو تمجيد المسيح. فلدى يسوع المسيح الان فرصة مطلقة ليعمل في المؤمن وبواسطته لتتميم ارادته الكاملة.
ز- يملأ الروح القدس كل مسيحي يرغب في الخدمة.
على كل مسيحي ان يمتلىء بالروح القدس ليتقوى ويصبح شاهدا اكثر فعالية للمسيح "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض" (اعمال 1: 8). ان كل اشارة كتابية الى الامتلاء بالروح، في كلا العهدين القديم والجديد، تمت بالصلة الى القوة من أجل الخدمة والشهادة.
ان الامتلاء بالروح القدس قد يكون مصحوبا برد فعل هادىء يؤكد القوة الجديدة أو اختار اكثر وضوحا وانفعالا.
ان دراسة عميقة ل 1 كورنثيوس 12 تعلمنا ان كل المسيحيين هم اعضاء في جسد المسيح. وكما أن الاجزاء المتعددة من الجسد البشري لها وظائف مختلفة كذلك اعضاء جسد المسيح لديهم مسؤوليات مختلفة في ملكوته. يجب على كل مسيحي ان لا يحتقر موهبة غيره.
كذلك يجب عليه ان لا يسعى لتقليد آخر في "اختبارالامتلاء" او عطية الروح القدس وعليه ايضا أن يترك تعيين المواهب، والطريقة التي تعلن بها الى الروح القدس".
(ومع ذلك، فبحسب 1 كورنثوس 13، فان جميع هذه المواهب لا تفيد كثيرا ما لم يكن حافزها المحبة).
ينصحنا الله في افسس 5: 17-20 "من أجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح. مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح و اغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله و الآب".
يشير الرسول بولس الى ان المسيحي الممتلىء بالروح يعرف ارادة الله وقد يعطي الانطباع انه متهلل روحيا بسبب الفرح والاشراق, والجرأة والشجاعة التي غالبا ما يظهرها. وايضا كما تشير هذه الآيات ان المسيحي الممتلىء بالروح يسبح الله باستمرار في قلبه ويشكره على كل شيء. ويدرك بطريقة ما، انه لا يستطيع، بحالته الجسدية، ان يكون ما عليه وما لديه الا بنعمة الله.
ابتداء من يوم الخمسين واستمرارا عبر القرون، كان عمل الله دائما ينجز بواسطة رجال امتلئوا بالروح القدس مثل بطرس وبولس وكل الرسل.
وفي أوقات لاحقة كان هناك رجال كجون وسلي ويوناثان ادواردز وتشارلز فني، ودوايت ل. مودي، وتشارلز سبرجن. وج. كمبل مورجان، ور. ا. توري، والعديد سواهم من القادة المسيحيين الاحياء الان، ممن امتلئوا بالروح القدس واستخدموا استخداما عظيما للدفع بقضية المسيح وملكوته الى الامام (فان الامتلاء بالروح القدس لا يقتصر على القادة المسيحيين بل هو متوافر لكل المسيحيين الذين يفون بالشروط الالهية).
اسمع ماذا يقول بعض رجال الله هؤلاء، سفراء المسيح، عن أهمية امتلاء كل مسيحي بالروح القدس:
"على الناس ان يسعوا بكل قلوبهم ليمتلئوا بروح الله. فبدون الامتلاء بالروح من المستحيل ان يحيا اي فرد مسيحي (او كنيسة مسيحية) ويعمل حسب رغبة الله". (اندرو موري).
ان المسيحيين مذنبين لعدم امتلائهم بالروح القدس كذنب الخطاة لانهم لا يتوبون. بل ان ذنبهم اكبر لأن لديهم نورا اكثر، لذا فهم الأكثر ذنبا" (تشارلز فني).
ان الحياة الممتلئة بالروح، الحياة التي تتيح المجال للامتلء به بحيث يتدفق باستمرار، هي الحياة الوحيدة التي تقدر ان تسر الله".. (نورمان ب. هاريسون).
"ان القصد العظيم من الامتلاء بالروح القدس هو نيل القوة للقيام بالخدمة. ان افضل المسيحيين الذين اعرفهم واكثرهم استخداما هم رجال شهدوا لاختبار اعمق في الامتلاء بالروح القدس". (ج. ادوين اور).
"اعتقد انه من المستحيل لأي مسيحي ان يكون فعالا في حياته او في خدمته ما لم يمتلىء بالروح القدس الذي هو تدبير الله الوحيد للحصول على القوة". (هنرييتا مييرز).
"اقرأ سيرة رجال الله وستكتشف ان كل واحد منهم سعى وحصل على هبة القوة من الاعالي. ان موعظة ممسوحة تلقى تساوي الف موعظة متولدة عن طاقة الجسد". (دكتور ازوالد ج. سميث).
وأود، مرة أخرى، عند هذه النقطة، ان أوضح بصورة خاصة ان الروح القدس يسكن فعلا في كل مؤمن وان موهبة القوة الخاصة التي ترافق الامتلاء بالروح القدس لا تقتصر على القادة المسيحيين فقط. وليس لكل مسيحي حق الامتلاء بالروح القدس فقط، ولكن نقرأ في أفسس 5: 18 ان كل مسيحي يحث على الامتلاء بالروح. لذا، اذا كان المسيحي غير ممتلىء بالروح فانه يعصى امر الله ويخطىء اليه. زد على ذلك، بما ان الله يأمرنا بكلمته لكي نمتلىء بالروح، فمن الضروري ان نكون على ثقة بأن لديه القوة ليملأنا في اللحظة عينها التي ندعوه فيها ليفعل ذلك.
دعني أؤكد لك انه بحسب مواعيد كلمة الله ونتيجة الملاحظات والاختبارات الشخصية ان يسوع هو اكثر شوقا جدا ليعطينا محبته وغفرانه وقوته لنقوم بالخدمة ونحيا حياة الانتصار على الخطية اكثر مما نتوق نحن للاخذ. ان يسوع اكثر منا شوقا ليملأنا بالروح القدس.
اذا، لماذا يعيش عدد كبير من المسيحيين حياة الهزيمة؟ لماذا هناك عدد ضئيل فقط من المسيحيين يشهدون بفعالية المسيح؟ لماذا لا يوجد الا قلة من المسيحيين الذين يعيشون حياة ممتلئة بالروح القدس؟ يقودنا هذا السؤال الى الخطوة التالية الهامة في الاستعداد للامتلاء بالروح القدس.
4- ما هي الحياة "الممتلئة بالروح"؟
ان الحياة الممتلئة بالروح هي الحياة الممتلئة بالمسيح. والمسيحي الممتلىء بالروح هو بحسب رومية 6: 11 "حسب نفسه ميتا عن الخطية ولكنه حي لله بالمسيح يسوع ربنا". ان المسيح جالس الان على العرش. هو رب. وجاء الروح القدس ليرفعه ويمجده. فيجب على المسيحي، قبل ان يتمكن من الامتلاء بالروح، ان يموت عن ذاته. وحين يفعل فان الرب يسوع المسيح الذي لديه الان سلطة مطلقة على حياته، يبدأ في التعبير عن محبته بواسطته. فالذي "اعطي كل سلطان في السماء وعلى الارض" والذي "فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا"، يستطيع الان ان يدبر عن ذلك السلطان بواسطة المسيحي الممتلىء بالروح. والذي جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك يبدأ الان بطلب الهالكين بواسطة المسيحي. انه يوجه خطاه نحو اولئك الهالكين والمحتاجين ويشرع في استخدام شفتيه ليتحدث عن محبته. ان قلبه العطوف العظيم يصبح ظاهرا في الحياة الممتلئة بالروح. وفعلا، فان المسيحي يتنازل عن حياته لكي يحصل على حياة المسيح، وعن عجزه وانهزامه للحصول على قوة ليسوع المسيح وانتصاره. هذا ما اسماه المرسل العظيم هدسون تيلر "الحياة المستبدلة". حين يكون المسيحي ممتلئا بالروح القدس فانه يكون ممتلئا بيسوع المسيح. فلا يعود الفكر بالمسيح كمن يساعده على القيام بواجب "مسيحي" ما، بل بالحري يقوم يسوع المسيح بالعمل بواسطة المسيحي. "هو لا يريدنا ان نعمل من أجله، انما يريدنا ان ندعه يقوم بعمله بواسطتنا". هذا هو الاختار المجيد الذي عرفه بولس الرسول حين قال: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في". بهذا يصبح جسد المسيحي جسد المسيح نفسه الذي يستخدمه حسب ارادته. يصبح العقل عقله ليفكر به كما يريد، وتغدو ارادته تحت سيطرة ارادته، وكذلك الشخصية كلها، والوقت والمواهب كلها تصبح له.
و يستطرد الرسول المحبوب ليقول: "فما احياه الآن في الجسد فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لأجلي". ايمان من؟ إيمان ابن الله، ايمان الذي احبنا وبذل حياته من اجلنا، الذي "اعطي كل سلطان في السماء وعلى الأرض". فكر بالأمر. هل يمكنك أن تستوعب ما يعنيه؟ إن امكنك الامر واخضعت ارادتك لله وللروح القدس، واعترفت أن يسوع المسيح هو حياتك لحظة بعد لحظة، فأنت في طريقك إلى مغامرة عظيمة. وسيشرع الرب يسوع المسيح باجتذاب العديد من الضالين لنفسه بواسطة حياتك المكرسة الممتلئة بالروح.
5- لماذا لا توجد إلا قلة من المسيحيين ممتلئة بالروح القدس؟
إن المشكلة, في الأصل, هي مشكلة الإرادة. أن الإنسان هو مخلوق أدبي حر خلقه الله بعقل وارادة ذاتيتين.
يكون الله ناقضا لشرائعه الروحية اذا أرغم الإنسان على طاعته. ففي لحظة التجديد، تخضع ارادة الإنسان مؤقتا لارادة الله. تقول رومية 10: 9 "لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله اقامه من الاموات خلصت". يجب على الإنسان أن يكون مستعدا "للتوبة" التي تعني أن يغير اتجاهه ليسير في إتجاه الله، قبل أن يستطيع أن يصبح ابنا له. على كل، بعد التجديد، يفقد القلب غالبا (محبته الاولى)، والإشعاع والتألق والفرح الذي يصحب الميلاد الروحي، كلها تتلاشى، وكثيرون من المسيحيين لا يعودون يمشون "في النور كما هو في النور" (يوحنا 1: 7)، ولا يطلبون فما بعد أن يتبعوا ارادة الله. فالأسباب متعددة، سنذكر بعضها، قد يختارون السير في طريقهم الذاتية وتنفيذ خططهم ومقاصدهم الشخصية في الحياة و اعتقادا منهم بأنهم احرار يصيرون عبيدا للخطية، حتى انهم يقولون اخيرا مع بولس الرسول في رومية 7: 19,20,24 "لاني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست أريده فاياه افعل. فان كنت ما لست اريده اياه افعل فلست بعد افعله انا بل الخطية الساكنة في.. ويحي انا الانسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت؟ "لا يوجد اتعس من المسيحي الذي انقطعت شركته مع المسيح".
حين تصل إلى هذه الدرجة من الضعف الروحي لا تجد أية لذة في السلوك المسيحي، ولا أية رغبة في الشهادة للمسيح، ولا أي اهتمام بمن هم في حاجة ماسة إلى غفران مخلصنا ومحبته.
إذا، ما هي الأسباب التي تجعل الشخص الذي اختبر المحبة والغفران اللذين لا يقدرأحد أن يعطيهما الا المسيح، والتي تجعل الشخص الذي اختبر فرح حضور الله، أن يرفض إرادة الله ويختار أن يسلك في طريقه؟ لماذا يضحي المسيحي بقوة الحياة الممتلئة بالروح من أجل السلوك في طريقه الذاتية؟ هناك عدة أسباب:
ا- الافتقار إلى معرفة كلمة الله. تتضمن كلمته حقائق مجيدة تتعلق بالعلاقة التي للمسيحي مع الرب يسوع المسيح والله الآب والروح القدس. هذا النقص في المعلومات يحول دون نوال الإنسان ملء الروح القدس. فكر بالامر. كل مسيحي هو ابن لله (يوحنا 1: 12) وقد غفرت خطاياه ويمكنه أن يظل طاهرا من كل خطية (1 يوحنا 1: 7) ما دام مستمرا في شركته مع المسيح. إن الله (الآب، والابن، والروح القدس) يسكن فعلا في قلب كل مسيحي لتقويته والبلوغ بكل ابن لله إلى النضج الكامل في المسيح (راجع أيضا القسم 3 عن ما هي علاقة الروح القدس بنا كمسيحيين؟).
ب- الكبرياء تعطل امتلاء المسيحيين بالروح القدس: كانت الكبرياء خطية الشيطان (اشعياء14: 12)، وخطية الإنسان الأولى حين اراد آدم وحواء أن يصبحا شيئا لم يكوناه. الكبرياء في الأصل هي إبعاد الله عن الجلوس على عرش الحياة. إن المسيحي الذي يجعل ذاته هي محور وجوده لا يستطيع أن يكون في شركة مع الله "لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة". (1 يطرس 5: 5).
ج- الخوف من الناس يمنع كثير من المسيحيين من الامتلاء بالروح القدس. "خشية الإنسان تضع شركا". (امثال 29: 25). أن واحدة من اعظم المآسي في ايامنا هي أن الكثيرين من المسيحيين اخذوا يشاكلون المجتمع غير المسيحي في تصرفاته ومقاييسه، ذلك لان الكثيرين يخافون أن يكونوا مختلفين عن سواهم، ويخجلون من الشهادة لمن "احبنا وبذل نفسه من اجلنا". تذكر انه قيل لنا في 1 بطرس 2: 9 "واما انتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة، شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب". "يرضى الرب بأتقيائه". (مزمور 147: 11). قال يسوع: "لأن من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي ابن الانسان" (لوقا 9: 26).
يخشى كثير من المسيحيين أن يعتبرهم زملاؤهم متطرفون منحرفون روحيا إذا امتلأوا بالروح القدس.
د- الخطية غير المعترف بها، تحول دون المسيحيين والامتلاء بالروح القدس: يذكرك الله بكذبة نطقت بها فأسأت إلى سمعة شخص آخر، أو يذكرك بسرقة متاع أو مال لم ترده، أو معاملة لا اخلاقية أو غش في الامتحان، أو أي عدد من الأعمال التي يريد منك أن تعترف بها له، وقد يقتادك للتعويض على من اسأت اليهم. (خروج 22: 3، 5، 6، 12). إذا كان الامر هكذا، اطع ارشاده. قد نتمكن من اخفاء هذه الاشياء عن اصدقائنا وعن الآخرين ولكن ليس عن الله. "افلا يصفح الله عن هذا؟ لانه هو يعرف خفيات القلب" (مزمور 44: 21). هل هناك شخص لم تغفر له؟ إن كان الامر كذلك فان الله لن يغفر لك. (مرقس 11: 24-26). على كل، إن اعترفنا بهذه الخطايا لله كما يرشدنا الرب فانها تغفر لنا وتتطهر (1 يوحنا 1 :9).
هـ- الاهتمام بالدنيويات. إن محبة الأمور المادية والرغبة في مسايرة المجتمع العلماني تمنع عددا من المسيحيين من الامتلاء بالروح القدس. "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن احب احد العالم فليست فيه محبة الآب. لان كل ما في العالم شهوة الجسد و شهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم.والعلم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1 يوحنا 2: 15-17). يعيش الإنسان سنوات قلائل ثم يتوارى عن مسرح هذا العالم. ولذلك يتحتم على كل مسيحي أن يقوم بتقييم دقيق ومتكرر لكيفية استغلاله لوقته ومواهبه وكنوزه لكي ينجز الأفضل من أجل المسيح. "هي حياة واحدة وسرعان ما تنقضي، وما يخلد سوى ما يفعل للمسيح". لا يقدر احد أن يخدم سيدين لانه اما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. "لا تقدرون أن تخدموا الله والمال... لكن اطلبوا أولا ملكوت الله و بره وهذه كلها تزاد لكم" (متى 6: 24، 33).
و- الافتقار إلى الثقة بالله. وهذا يمنع كثيرين من المسيحيين من تسليم ارادتهم الكاملة له، ومن ثم من الامتلاء بالروح القدس. يفعم الخوف كثيرين من المسحيين إلى حد الخرافة بأنه إذا سلموا انفسهم كليا لله، سيقعون في المتاعب لامتحانهم. قد يخافون من فقد عزيز لهم، وبعض الشباب يخافون من سخرية اصدقائهم واعتبارهم متطرفين. ويخشى البعض أن يرسلهم الله إلى جزء "بعيد" من العالم كمرسلين إلى قبائل متوحشة، ضد ارادتهم.
اذكر جيدا شابا جاء وقلبه مفعم بمثل هذه المخاوف خشية أن يغير الله خططه. واذ كنا نتأمل في الامر معا ذكرته بأن محبة الله عظيمة إلى حد انه ارسل ابنه الوحيد ليموت من اجل خطاياه. تحدثنا عن المخلص الذي احبه كثيرا إلى حد بذل حياته، بسرور على الصليب وسفك دمه من اجل خطاياه. ثم وجهت اليه هذ ا السؤال: هل نستطيع أن نثق بمثل ذلك الاله؟ فأجاب: "لم افكر قط بالموضوع هكذا، نعم.. استطيع، وسأثق به". هذا الشاب اليوم قد انهى دراسته اللاهوتية وهو عضو في هيئة الحملة الجامعية. وهو واحد من اكثر المسيحيين الذين اعرفهم انتصارا واثمارا. يمكنكم، يا اصدقائي أن تأتمنوا الله على حياتكم واحبائكم، واموالكم، ومستقبلكم، وكل شيء. ليس فقط ابا محبا ولكن "محبة الله هي احكم من أي اب ارضي واكثر عطفا من اية أم ارضية". لذلك لا تخشى أن تأتمن الله على حياتك بجملتها، في كل لحظة من لحظات اليوم وسيملأك بروحه القدوس.
لي ابن صغير يدعى زكاري ديل، احبه حبا جما. ولنفرض، على سبيل الايضاح، انه حين اعود إلى البيت مساء، يقبل إلي ويضع ذراعيه الصغيرتين حول عنقي ويقول: يا أبى، انني احبك، وكنت افكر كيف يمكنني ان اعبر لله عن هذا الحب. لذلك قررت أن افعل أي شيء تريده مني يا ابي. فماذا تعتقد يكون رد فعلي لذلك؟ أفتظن اني اقول له: يا زكاري، لقد كنت انتظر هذه اللحظة. والآن، وقد تخليت عن ارادتك لارادتي، سأوصد عليك غرفتك، أوزع العابك و أرغمك على،القيام بكل الأشياء التي لا تحبها. وفضلا عن ذلك، عليك أن تأكل الطعام الذي تكرهه تلاث مرات في اليوم. وشتندم على اليوم الذي ولدت فيه وستأسف لأنك أخبرتني بأنك تحبني و تريد أن تسرني بتنفيذ ما اطلبه منك. سأجعلك اتعس ولد في هذا العالم.
يا للسخرية! بالعكس إنني احاول أن اظهر له حبي بطريقة اعظم. فمن جملة الاشياء التي قد افعلها، آخذه إلى محل واشتري له الملابس واللعب والكتب التي يحبها. هكذا هو الأمر مع ابينا السماوي المستعد أن يباركنا و يغني حياتنا في اللحظة التي تخضع ارادتنا له. هذه الاسباب وغيرها تمنع المسيحيين من اختبار فرح الحياة الممتلئة بالروح. فمثلا هل ينطبق عليك أي من الامور التالية؟
شعور بأهميتك.
محبة مديح الناس لك.
الغضب وعدم الصبر.
الارادة الذاتية، العناد، عدم قبول التعليم.
روح المقاومة.
ميل الى الحسد.
شهوة، أعمال غير مقدسة.
عدم أمانة.
عدم ايمان.
أنانية.
محبة المال، والثياب الجميلة، السيارات، البيوت، والاراضي.
قد يقول بعضكم: "هل من الضروري أن اظفر على كل مظاهر هزيمتي وفشلي قبل أن امتلىء بالروح القدس". كلا، مطلقا. كما أن يسوع المسيح هو وحده القادر أن يغفر خطاياك، هكذا الروح القدس هو وحده القادر أن يهبك النصر و ا لقوة.
6- كيف يستطيع المسيحي أن يمتلىء بالروح القدس؟
أولا نحتاج أن نعرف انه كما توجد هناك اختبارات مختلفة لقبول يسوع المسيح كرب ومخلص هناك أيضا اختبارات مختلفة للامتلاء بالروح القدس. فمثلا، يتجاوب انسان ما مع الدعوة إلى قبول المسيح في اجتماع نهضة، و يجتو آخر بهدوء في خلوته في بيته ويقبل المسيح. وكلاهما اصبح مولودا ثانية وحياتهما قد تغيرت بقوة المسيح. بالطبع، هناك العشرات من الظروف والاختبارات التي بواسطتها يتقابل أناس مخلصون مع المخلص ويصبحون "خلائق جديدة في المسيح". وبأسلوب مماثل، واحيانا بطرق مختلفة، يمتلىء المسيحيون المخلصون بالروح القدس. وهنا يجب أن نعرف أن "الامتلاء بالروح القدس" لا يعني بأننا نحصل على المزيد من الروح القدس، وانما يعني اننا نعطيه المزيد من انفسنا. واذ نخضع حياتنا للروح القدس ونمتلىء تحضوره، تتوفر لديه فرصة اعظم ليعمل في حياتنا وتحياتنا، ليسيطر علينا لنرفع المسيح ومجده بطريقة افضل.
أن الله اعظم بكثير من أن يوضع في قالب من صنع البشر. على كل هناك قوانين روحية معينة يجب عدم مخالفتها. فمن حيث أن الروح القدس يسكن داخل كل مسيحي، فليس بعد من الضروري الانتظار كما علم يسوع تلاميذه الا القيام باعدادات شخصية للحصول على قوة منه. يملأنا الروح القدس بقوته في اللحظة التي نخضع فيها كليا لله. من الممكن لإنسان ما أن، يعتزل في مكان هادىء ومن ثم يمتلىء بالروح القدس. وكذلك من الممكن لإنسان ما أن يمتلىء بالروح القدس بينما هو يسير في طريق مزدحم في مدينة كبيرة. هكذا كان اختبار دوايت ل. مودي. بل حتى من الممكن لإنسان ما أن يمتلىء بالروح القدس ويعرف بأن شيئا رائعا حدث له، بينما هو يجهل ولا يدرك حينئذ ما هذا الذي حدث له. الشرط الوحيد هو أن تكون لديه الرغبة الحقيقية لأن يخضع ارادته للرب يسوع المسيح (اتفق ان كان هذا اختباري الشخصي).
انا لا اريد أن اوحي بأن الخطوات التي أنا مزمع أن اقترحها هي الطريق الوحيدة التي يستطيع بها المرء أن يمتلىء بالروح القدرس. أن الصيغة الروحية هذه تقدم أولا لانها صيغة كتابية، ثانيا لانني اعرف بفضل الاختبار انها فعالة.
هل تريد أن تمتلىء بالروح القدس؟ ما هي دوافعك؟ هل انت تصبو إلى اختبار عاطفي أو أنت ترغب مخلصا في أن تخدم الرب يسوع المسيح بأكثر قوة وفعالية؟ هل تريد، من كل قلبك، أن تساعد الآخرين على العثور على المسيح؟ هذه هي الصيغة الروحية التي ارغب أن تأخذها بعين الأعتبار بروح الصلاة.
أ- الأمر الامتلاء بالروح
"لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أفسس 18:5). هذا أمر من الله. هل تعتقد انه يأمرك بشيء تعجز عن تنفيذه؟
ب- سننال قوة للشهادة حين نمتلىء.
"لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم، وفي كل اليهودية والسامرة والى أقصى الأرض" (أعمـال 1: 8)0 اذا لم تكن لديك الرغبة لان تكون شاهدا ليسوع المسيح أو اذا لم تكن لديك القوة في شهادتك، يمكنك أن تعرف أنك لست ممتلئا بالروح القدس. لماذا كان على الروح القدس أن يأتي؟ لقد جاء الروح القدس لكي ينال التلاميذ (وأنت وانا) قوة. لماذا نحتاج إلى قوة؟ لنكون شهودا للمسيح. اين؟ ابتداءا من حيث نحن (أورشليم) ومتجهين نحو اليهودية والسامرة والى اقاصي الارض. هل يمكنك أن تقول باخلاص أن هذا هو دافعك لرغبتك بالامتلاء بالروح؟
ج- إن عطش احد فليقبل ويشرب.
وفي اليوم الاخير العظيم في العيد وقف يسوع ونادى قائلا إن عطش أحد فليقبل الي ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه لان الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد لان يسوع لم يكن قد مجد بعد. (يوحنا 7: 37-39).
"طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون" (متى 5: 6).
عندما يكون المسيحي مستعدا للتجاوب مع دعوة مخلصنا المبارك الكريمة: "إن عطش احد فليأت الي و يشرب"، فانه يكون مستعدا لان يتخلى عن ارادته الكلية لارادة الله. لذا، فان الخطوة الثالثة هذه تتضمن تسليم ارادتك الكلية لارادة الله بدون تحفظ. انك بذلك تكون قد وصلت الى النقطة التي تتوقع فيها بفرح معرفة ارادته وفعلها، لانك تعرف بأن الله محب، وجدير بالثقة، وان ارادته هي الفضلى.
حتى هذه اللحظة، كان "الروح القدس ضيفا في بيتك"، لانه قد جاء ليمكث معك في اللحظة التي اصبحت فيها مسيحيا. وقد حجز عليه احيانا في حجرة صغيرة بينما تستخدم انت بقية البيت من أجل ملذاتك.
والان انت تريده أن يكون اكثر من ضيف.. وفي الحقيقة، انت تريد أن تسلم بيت حياتك له وتعطيه مفاتيح كل حجرة. انت تدعو الروح القدس الى المكتبة (عقلك)، وغرفة الطعام (مشتهياتك)، والى الردهة (علاقاتك)، والى حجرة الألعاب (حياتك الاجتماعية). انت تدعوه الى الحجرات السرية الصغيرة التي كنت تشغلها سابقا بأنشطة سرية مخجلة. كل هذا كان في الماضي، اما الان، فهو سيدك. ان التحدي الوارد في رومية 12: 1-2 قد اصبح واضحا وذا معنى لك. وانت تريد أن تقدم جسدك "ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله" عبادتك العقلية. ولا ترغب في أن تشاكل هذا الدهر في ما بعد ولكنك تريد أن تتغير بتجديد ذهنك "لتختبر ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة".
انت تعلم الان بأن جسدك هو هيكل للروح القدس الذي يسكن فيك. وانك لست لنفسك فيما بعد لانك اشتريت بدم الرب يسوع المسيح الثمين، لذلك أنت تريد الان أن تمجد الله بجسدك وروحك اللذين هما لله
(1 كورنثوس 19:6- 20).
فأنت، الان، من كل قلبك تريد أن تطلب "أولا ملكوت الله" (متى 6: 33) وتريد أن تطلب "ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله... لأنك قد مت وحياتك مستترة مع المسيح في الله" (كولوسي 3: 1-3).
انت تستطيع أن تقول الان بفرح مع الرسول بولس "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في. فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي" (غلاطية 2: 20). لقد استبدلت حياة المسيح بحياتك.
إذا استطعت ان تنطق بهذه الامور وتعني كل كلمة منها من كل قلبك فأنت مستعد اذا للقسم الرابع. على كل قبل ان نشرع في بحث الخطوة التالية هذه, أحب أن أضع أمامك كلمات مخلصنا الواردة في يوحنا 15: 18، 20: "إن كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم... اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم".
ليست الحياة المسيحية الممتلئة بالروح حياة هينة، مع أنها حياة مفعمة بالغامرات التي تجعلها دائما مثيرة ممتلئة بالنشاط والحيوية. والواقع انني فكرت بالحياة كما يلي:
اننا سنتعرض لمشكلات في هذه الحياة. لا فرق في ذلك إن كنا مؤمنين بالمسيح أم لا. وسنموت يوما ما، إن كنا مؤمنين أم لا. واذا حدث اني صرت يوما مؤمنا، فانني اود الحصول على كل ما يذخره لي الله. واريد أن اكون كما يريدني أن اكون. واذا كان علي أن اتعذب واموت يوما ما، فلماذا لا اتعذب واموت في سبيل ما هو اسمى وافضل في سبيل الرب يسوع المسيح وانجيله؟
قبل أن نترك هذه، الفكرة دعني اوجه اليك سؤالا. هل سمعت عن أي من قديسي الله ممن تألموا من اجل المسيح يبدي ندمه؟ انني لم أسمع بذلك قط. بل سمعت التسبيح فقط، والحمد والشكر لله من اجل امتياز خدمة المسيح مهما كانت المهمة صعبة. ومن ناحية اخرى سمعت كثيرين ممن قبلوا المسيح في أواخر حياتهم يعربون عن اسفهم لانهم انتظروا طويلا (لا تخلق في داخلك عقدة الاستشهاد والاضطهاد ولكن لا تتوتع أيضا طريقا مفروشا بالورود).
والان لنبحث الخطوة التالية في قبول ملء الروح القدس.
د- احصل على ملء الروح القدس
تذكر، اذا كنت مسيحيا، أن الله الآب، والابن، والروح القدس ماكث فيك. وأن هناك قوى وموارد روحية عظيمة متوفرة لك لم يسبق لك أن حصلت عليها. هناك كثيرون من المسيحيين يجوعون روحيا، وهم اشبه ما يكون بالبخيل الذي يجوع حتى الموت ولديه ثروة مختزنة في صناديق مبعثرة في حجرته المتراكمة، ويعيشون في هزيمة وقد اخفقوا في استغلال الثروة الروحية التي هي ميراثهم في المسيح.
تنصحنا أفسس 5: 18 "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح".
واكثر من ذلك، فان 1 يوحنا 5: 14-15 يؤكد لنا "وهذه هي الثقة التي لنا عنده انه إن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. وان كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه". فبالنسبة لهذا الوعد، نحن نعرف، أن ارادة الله لنا هي أن نمتلىء. لذا حين نمتلك الروح القدس أو نطلب منه أن يملأنا فإننا نقدر أن نعرف، على ضوء كلمة الله، بأننا سنحصل على طلباتنا التي نطلبها منه. هنا أيضا، نجد تدخل عمل الارادة.
تذكر أن الامتلاء بالروح القدس هو عطية الله، تماما كخلاصنا، اننا لا نحصل، ولا نقدر أن نحصل عليهما بمجهودنا الشخصي. فان قبول كليهما يكون باخضاع ارادتنا كليا وبالايمان.
لنراجع الان الخطوات التي بحثناها استعدادا للامتلاء بالروح القدس.
1- نحن نؤمن بالامتلاء.
2- نحن موعودون بقوة للخدمة متى امتلأنا.
3- علينا أن نخضع ارادتنا لارادة الله ونطلب اولا ملكوت الله. قال يسوع: "من يعطش، فليأت الي ويشرب".
4- احصل على ملء الروح القدس.
نأتي الان الى الخطوة النهائية.
هـ- توقع أن تمتلىء: "ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بانه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه". (عب 11: 6).
هل طلبت باجتهاد واخلاص أن تمتلىء بالروح القدس؟
هل تؤمن بأن الله يريدك أن تمتلىء بالروح القدس؟
هل تؤمن بأن لدى الله القوة ليملأك بالروح القدس؟
تحدث يسوع في متى 9: 28-29 الى الرجلين الاعميين وسألهما: "اتؤمنان اني اقدر أن افعل هذا؟ قالا له نعم يا سيد. حينئذ لمس اعينهما قائلا بحسب ايمانكما ليكن لكما".
وقيل لنا أيضا في متى 13: 58 أن يسوع "لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم".
سيقرأ البعض هذا الكتيب ويقول "لقد فعلت كل شيء خطوة فخطوة ولم يحدث شيء لي". واخرون- وارجو أن يكونوا كثيرين- سيقرأون ويؤمنون ويأخذون وبذهبون في طريقهم فرحين ممتلئين بالروح.
اذهب وحدك، واعثر على مكان هادىء واقرأ مرة اخرى الجزء المقتبس من الكتاب المقدس الوارد في هذا الكتيب. راجع محتوياته. ليس عليك أن تنتظر الروح القدس، لانه موجود بالفعل هنا، ساكن فيك ان كنت مسيحيا. انه ينتظرك كي تسمح له أن يملأك. تذكر "بحسب ايمانك ليكن لك". وان يسوع "لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم". "و إنه يجازي الذين يطلبونه".
هل اخضعت، باخلاص، حياتك للمسيح، وارادتك لارادته؟
هل تؤمن بأنك قد امتلأت بالروح القدس في هذه اللحظة؟ إن كنت تؤمن فاشكره لانك امتلأت. اشكره من اجل حضوره وقوته. اشكره بالايمان من اجل الانتصار على ا الهزيمة، ومن اجل الفعالية في الشهادة. احمد الرب واشكره باستمرار (أفسس 5: 20، 1 تسالونيكي 18:5).
7- كيف يمكن للمسيحي أن يعرف انه امتلأ بالروح القدس؟
هناك طريقتان لمعرفة ما اذا كنت قد امتلأت بالروح القدس:
اولا من وعود كلمة الله. وثانيا بالاختبار الشخصي.
إن كنت خاضعا بأمانة إلى ارادة الله، وسلمت باخلاص طريقك اليه بحسب الخطوات الواردة في هذا العرض، وان كنت قد سألته كي يملأك، فانه قد فعل. "وهذه هي الثقة التي لنا عنده انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. وان كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه". هل ارادته أن تمتلىء (أفسس 18:5)؟ اذا، هل تستطيع أن تؤمن بأنه قد سمعك؟ والان هل تستطيع أن تعرف بأنك قد حصلت على طلباتك التي طلبتها منه؟
إن كلمة الله تعدنا بأنك تقدر أن تعرف. لذا، على اساس كلمة الله تستطيع أن تعرف انك ممتلىء، اذا حققت الشروط المعطاة في كلمته.
و الان ماذا عن الشعور؟ قد تحس وقد لا تحس بانفعالات ومشاعر في الوقت الذي تجثو فيه بالصلاة طلبا للامتلاء بالروح القدس. حين تحدثت مع العديد من الطلاب الكبار أيضا وجدت أن الأكثرية قداختبرت يقينا هادئا بأنها قد امتلأت، واقترن بهذا اليقين روح التوقع بأن الله سيستخدمهم بطريقة لم يستخدموا فيها من قبل قط ليقدموا الآخرين للمسيح. ولقد ولد في قلوب اولئك الذين امتلئوا بالروح القدس ايمان اعظم بالله وبكلمته. والنتيجة؟ ايمان اعظم، قوة، جرأة وفعالية في الشهادة.
اولا، هناك حقيقة وعد الله في كلمته. ثم هناك ممارسة الايمان بجدارة الله ومواعيده والايمان بالحقيقة يعقبه الشعور. تذكر: الحقيقة، ثم الايمان، ثم الشعور. هذا هو الترتيب.
8- ما هي النتائج التي يقدر المرء أن يتوقعها من الامتلاء بالروح القدس؟
الان يأتي الاختبار الحقيقي الذي بعده يمكن أن تقرر إن كنت حقا قد امتلأت بالروح القدس. هل لديك حب جديد واعظم للمسيح؟ وهل انت مهتم بأولئك الذين لا يعرفون حبه وغفرانه؟ هل تختبر ايمانا اعظم، وجرأة اكثر وحرية وقوة في الشهادة؟ إن كان الامر كذلك، فأنت ممتلىء بالروح القدس، وان يسوع المسيح قد ابتدأ يعبر عن حياته ومحبته بواسطتك وفيك.
تذكر ان يسوع قد وعد اننا سننال قوة متى حل الروح القدس علينا. ومن الطبيعي، بعد أن ننال قوته أن نريد أن نكون شهوده حيثما كنا (أعمال 8:1).
ومما لا شك فيه بأنه سيكون لديك حب اعظم للمسيح ولابناء جنسك، ولكلمة الله، متى امتلأت بالروح القدس، وستزداد، بكل يقين ثمار الروح المذكورة في غلاطية 5: 22-23، ظهورا في حياتك.
على كل حال يجب علينا أن نذكر بأن هناك اختلافا ما بين ثمار الروح ومواهب الروح.
ان الأملاء بالروح القدس معطى من أجل القوة والجرأة في الشهادة للمسيح. يوافق الكثيرون من القادة المسيحيين مع الدكتور ر. ا. توري الذي قال: "لقد درست كتابي المقدس مرة بعد مرة مدققا بهذا الموضوع، ويمكنني القول بأنه لا يوجد مقطع واحد في العهد القديم أو العهد الجديد يتحدث فيه عن الامتلاء بالروح القدس بدون ان يقترن بالشهادة من اجل الخدمة".
ونسارع لنضيف أنه طالما يثبت المسيحي في المسيحي ويعيش بملء الروح، فان ثمار الروح: محبة، فرح, سلام، طول أناة, لطف, صلاح، إيمان, وداعة، تعفف المذكورة في غلاطية 5: 22-23 تنمو، ويصبح المسيحي اكثر نضجا روحيا. إن نضج تمار الروح هي عملية تستمر طيلة الحياة طلما يتصور المسيح في حياة المؤمن. يقدم بعض المسيحيين دلائل اعظم على ثمار الروح من البعض الآخر بسبب خضوعهم اللاعظم لعمله. وبمقدار ما نحسب انفسنا امواتا و نعطي الولاء للرب يسوع المسيح وحياته التي فينا يزداد سماحنا له، بواسطة قوة الروح القدس, ان يحيا حياته فينا، وبالتالي تزداد ثمار الروح وضوحا.
بيما تكون عملية نمو ثمار الروح و نضجها عملية طويلة، فان مواهب الروح القدس تعطي في الوقت الذي "يخلص"، فيه المسيحي. و مع أن كل مسيحي ممتلىء بالروح ينال قوة للشهادة، فليس كل مسيحي ينال نفس الموهبة بحسب 1 كورنثوس 12. يدعى البعض ليكونوا رسلا، والبعض الآخر انبياء، و اخرون مبشرين و رعاة و معلمين (أفسس 4: 11). لذلك يجب علينا أن ندع الرب يرشدنا إلى الموضع الذي يعينه لنا من أجل خدمته.
لا تحاول ان تقلد خدمة شخص آخر. كن صبورا. لا تقرر ماذا يجب أن تفعل في حياتك أو اين يجب أن تخدم المسيح. إنه سيقودك للتعبير عن حياته فيك و بواسطتك فيما أنت تستمر بامانة في دراسة كلمته وتظل مطيعا و واعيا لقيادة الروح القدس. إن الاخذ الحريص بعين الاعتبار لعوامل ثلاثة يمكن كل مسيحي من معرفة ارادة الله لحياته: "كلمة الله, قيادة الروح القدس, و العناية الالهية".
9- هل هناك اكثر من امتلاء واحد بالروح القدس؟
نعم، هناك امتلاآت عدة من الروح القدس للمسيحي الخاضع. يجب أن تمتلىء من اجل كل مناسبة جديدة في الخدمة المسيحية. إن الأمر بالامتلاء بالروح القدس الوارد في أفسس 5: 18 يعني، حرفيا، باللغة اليونانية الاصلية، الامتلاء بالروح القدس بصورة ثابتة ومستمرة، أي أن يداوم على الامتلاء. يدون الكتاب المقدس مناسبات عدة امتلأ فيها بطرس والتلاميذ بالروح.
10- كيف يقدر المسيحي ان يستمر ممتلئا بالروح القدس؟
إن المسيحي يعتمد كليا على الروح القدس لاحراز القوة والانتصارات الروحية. لذا، فكلما كان اكثر خضوعا ازداد عمل الروح القدس في حياته وفي ربح الآخرين للمسيح، والبلوغ بالمسيحي إلى تلك الدرجة من النضج المسيحي التي يكون فيها صورة للمسيح بنمو اكمل.
هنا بعض الاقتراحات العملية التي تمكنك أن تحيا في ملء الروح:
ا- فكر في الحقيقة المجيدة: يسوع المسيح يسكن فيك، حرفيا، وانك ميت عن ذاتك وعن الخطية وعن كل رغبة ذاتية وانانية، وانك حي لله بيسوع المسيح (رومية 6: 11). تذكر بأنك قد استبدلت بحياتك، بكل خطاياها ومفاشلها ومساوئها، حياة المسيح الظافر المنتصر. "الذي يحل فيه كل ملء اللاهوت جسديا ونحن مملؤون فيه". فقط فكر أن الذي يسكن في قلبك هو الذي في يده كل سلطان في السماء وعلى الارض. لهذا قال الرسول بولس: "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". لقد دفنت آدم القديم وسمرت الغطاء على النعش وغطيته بطبقة من التراب يبلغ عمقها ستة اقدام. ان يسوع المسيح لا يساعدك وانت بطبيعتك القديمة الخاطئة على أن تحيا الحياة المسيحية. انما هو الان يستخدم جسدك كهيكل وكذلك ذهنك لتفكر نفس افكاره، وقلبك لتعبر عن محبته وعواطفه، وشفتيك لتنطق بحقائقه.
لقد اصبحت ارادته ارادتك. قد يكون من الضروري أن تبدل طريقة تفكيرك وصلاتك.. لا تقل: ماذا استطيع ان افعل للمسيح، أو، يا الله استخدمني لافعل هذا أو ذاك من اجلك. وانما قل: "يا رب يسوع، انا لك بالتمام والكمال بدون تحفظ. استخدمني كما ترغب، وارسلني حيث تريد لانني ميت وحياتي مستترة مع المسيح في الله". اطلب الثبات في المسيح (1 يوحنا 2: 6). ما الذي يشتمل عليه الثبات في المسيح؟ قال يسوع: "إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي". (يوحنا 15: 10).
إن نثبت هو أن نحفظ وصاياه. وان نحفظ وصاياه هو أن نطيع. إن حياة الثبات هي حياة بلا جهد. كم من الوقت نحتاج لنعرف هذه الحقيقة البسيطة، الا وهي أن حياة العهد الجديد هي بلا جهد: إن الغصن لا يحاول أن يعطي ثمرا اكثر مما يحاول المصباح الكهربائي أن يشع، والواقع ان ايا منهما لا يحتاج الى أن يحاول، انما، بكل بساطة يحصلان على قوة الحياة والطاقة، وبعملهما هذا فانهما بالكاد يستهلكان اجزاء من الحياة والطاقة، ومع هذا، فان للمسيحي موارد أعظم لا تحد. ان الذي خلق الحياة النباتية والطاقة الكهربائية، هو نفسه يسكن فينا. لماذا نحتاج أن نحاول؟ فقط لاننا غير ثابتين. اذ أهم امتحان للحياة المسيحية كامن في السؤال التالي:
هل أحاول أو هل أنا ثابت؟ اذا وجدت نفسي انني مازلت احاول فانني حتى الآن، لست قناة جارية تتدفق منها حياته. تأمل في المقاطع التالية من الكتاب المقدس وخصوصا يوحنا، اصحاح 14، 15، 16، ومتى 6، كولوسي 3، وأفسس 5، و رومية 6, 8, 12, 14، 1 كورنثوس 13، 1 يوحنا 1، وعبرانيين 11، غلاطية 5، و مزمور 37: 1-7, 23, 24.
هناك أيضا اجزاء كثيرة رائعة من الكتاب المقدس التي تساعدك على الثبات في المسيح. دعني أشير عليك أن تقتني دفتر ملاحظات، وتضع خطوطا عريضة لتلك الاصحاحات، ودون، بصورة خاصة، تلك الاقتراحات التي تشعر انها تعينك على الثبات في المسيح. استمر في استخدام دفتر ملاحظاتك لوضع الخطوط العريضة لاقسام اخرى من الكتاب المقدس، ولتدوين الاعداد الرئيسية التي ترغب في استظهارها.
ب- درب نفسك على انفاق وقت محدد كل يوم في الصلاة طالبا ارشاد الله من اجل حياتك وحياة الناس. اكتب قائمة بأسماء الناس الذين تريدهم ان يجدوا المسيح. صل من اجلهم يوميا (أفسس 6: 18، 1 صموئيل 12: 23).
ج- انفق وقتا، يوميا في قراءة كلمة الله ودراستها. درب نفسك على استظهار اجزاء رئيسية من الكتاب المقدس. (عبرانيين 4: 12، 1 كورنثوس 2: 9-12، مزمور 9 1 1: 4، 9، 5 1، 6 1، 97، 98،103، 105، 130).
د- لا تحزن الروح القدس. اعترف، وتحول عن ممارساتك الخاطئة. يخبرنا يوحنا 1: 9 "ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم". ففي اللحظة التي ترتكب فيها شيئا تعرف انه خطأ ولا تعترف به فانك تحزن الروح القدس. ماذا نعني بإحزان الروح القدس؟ ان الروح قدوس، وينتابه الحزن والأسى حين يقترف المؤمن خطيئة ويصر على ممارستها. لذا، اذا كنت تريد ان تستمر في الامتلاء بالروح القدس وان تنال قوة في الشهادة للمسيح، فعش حياة خاضعة مقدسة.
هـ- لا تطفىء الروح القدس. كن حساسا لارشاد الروح القدس، لانه كلي المعرفة، ويتحلى بحكمة ومعرفة لا محدودتين وسيقودنا الى كل الحق (رومية 8: 14-16). لا تقل ابدا "لا " له. وما ان تتعود على الحياة الممتلئة بالروح والموجهة من المسيح، فانك تمر باختبارات رائعة كما حدث مع فيلبس في أعمال 8: 26-39 عندما اقتاده الروح القدس ليخاطب الوزير الحبشي. وأيضا كما في أعمال 16: 9 عندما دعي بولس الى مكدونية ليبشر بالانجيل.
ان أكثر اختبارات حياتي اثارة هي الاختبارات التي كان فيها صوت الروح الهادى يطلب الي ان أحدث شخصا ما عن المسيح، واذ تحدثت اليهم اطاعة لقيادة الروح، اكتشفت بصورة دائمة بأن الروح القدس قد أعد قلوبهم من اجل شهادتي. وقيل لي مرات عدة "بيل، لقد ارسلك الله الي". أو "ان كل ما قلته كان موجها إلي، لا بد ان يكون أحدهم قد حدثك بمشكلتي". إن الروح يعرف كل الأشياء, و اذا امتلأت أنت وانا بحضوره و قوته، فاننا دائما يكون لدينا الشيء الصحيح الذي نخاطب به من هم في حاجة.
لقد اختبرت عدة ارشادات مثيرة من قبل الروح القدس، ولكني سأحدثك عن واحد فقط. ذات يوم كنت و زوجتي "فونيت" في طريقنا الى مركز المؤتمر المسيحي في فورست هوم للاشتراك في مؤتمر في الكلية، هذا المؤتمر الذي استخدمه الله بصورة عظيمة في حياة آلاف الطلاب الجامعيين. كان يوما قائظا جدا في أواخر اغسطس، واشتدت حرارة محرك السيارة بفعل البخار وأبى أن يدور عندما شرعنا في صعود جبل، فانتظرنا ريثما يبرد المحرك، واخيرا بعد تأخير طويل، ادرنا السيارة.
و قصدنا بيت ريفي قريب طلبا للماء لملء خزان الماء الفارغ. كان صاحب البيت كريما ولطيفا جدا، فاسعفني على ملء الخزان بالماء، ومع اننا قضينا هناك حوالي خمس أو عشر دقائق فانني لم احدثه عن المسيح. فكان ذهني منهمكا في التفكير بأمور اخرى، ولا سيما الاجتماع الهام المنعقد في الجبل الذي كنا نرغب اشد الرغبة في حضوره، وعندما انحنيت لالتقط غطاء خزان الماء الذي كان قد انفجر، سقط عهدي الجديد من جيب قميصي. ومع ذلك، فانني لم اصغ الى صوت الروح الهادىء المنخفض. وشكرنا الرجل على لطفه، وقدت السيارة الى خارج باحة المنزل، وفجأة اعتراني شعور بأن اعود لاتحدث مع هذا الرجل عن المسيح. ولكني رحت اقول: نحن متأخرون عن الاجتماع، وعلى كل، قد يعتقد اننا "معتوهون" اذا عدنا اليه. اضف لو كنت اود ان اكلمه عن المسيح فقد كان من الجدير بي ان افعل ذلك عندما ساعدني على ملء الخزان بالماء.
إن الحجج البشرية لا جدوى منها امام اصرار صوت الروح. وبعد ان قدنا السيارة بضعة اميال، أستدرنا و رجعنا، وانتحينا جانبا من الطريق لنصلي، وقلت "ايها الرب، لا تسمح ان نرتكب خطأ- فالامر يبدو غير معقول. اعطنا الكلمات التي ننطق بها ولتكن ارادتك".
وما أن دخلنا الفناء حتى استقبلنا الرجل على الشرفة ليحيينا، وسأل: هل نسيتما شيئا؟ فأجبته: "نعم لقد نسينا شيئا يا سيدي. انا اعرف أن ما أقول قد يلوح لك غريبا، ولكننا مسيحييون وشعرنا بأن الرب يريدنا أن نعود اليك لنحدثك عن المسيح". لم نكن في حاجة لكي نقول اكثر لانني بينما كنت اخاطبه راحت العبرات تتجمع وتنساب على خديه. وابتدأت ذقنه ترتجف فيما هو يخبرنا بأنه قد عرف أن الرب قد ارسلنا اليه. وطلب منا أن ندخل بيته، وما أن استقر المقام بي وبفونيت حتى نادى زوجته وقال: لقد اعتدت أن اذهب الى الكنيسة منذ سنين عدة، ولا سقطت في الخطية ولم ارجع إلى الكنيسة لسنين طويلة. لقد حضرت زوجتي اجتماعا انتعاشيا هذا الأسبوع هنا في المدينة، ويوما بعد يوم ازددت ثقلا بحمل خطاياي واريد ان اتصالح مع الله". وجثونا كلنا على ركبنا، وسلم هو و زوجته حياتهما وبيتهما للمسيح. ومضينا في طريقنا مسبحين الله من اجل قيادة الروح القدس ومن اجل فرصة اخرى للشهادة لمخلصنا المبارك.
اليوم، بينما انا اكتب هذا المقال حمل إلي ساعي البريد رسالة رائعة من شاب بارز من جامعة اوكلاهوما. كنت قد تحدثت في مؤتمر هناك في الربيع الماضي، ويوم أن القيت احدى رسائلي جاء الي ر. ج. طلبا للمشورة والصلاة بداعي رغبته للامتلاء بالروح. وحدث تغيير فوري في علاقته بالمسيح.
وفي اثناء اليومين الاولين اثر طلبه إلى الروح القدس أن يسيطر على حياته ويقويه ويملأه للخدمة، استخدم في الجامعة ليساعد اثنين على الاقل على الالتقاء بالمخلص. وانقضت عدة اسابيع من الشهادة المثمرة، واليوم تلقيت منه هذه الرسالة: "بيل، اريد أن اشكرك جدا لانك سمحت للرب أن يستخدمك عندما اريتني كيف يستطيع الرب ان يستخدمني". ثم أخبرني عن الفرح العظيم الذي صار له، والاثارة المستمرة التي يختبرها في الشهادة للمسيح. وختم بقوله: "لقد اخبرت تقريبا كل واحد عن الرب يسوع". هذا ما يحدث عندما نمتلىء بالروح القدس. اننا لا نقضي وقتنا في التحدث عن اختبار صوفي، ولا نشدد بغير حق على الروح القدس، ومن حيث أن الروح القدس قد جاء ليرفع ويمجد يسوع المسيح فاننا سنرفع ونمجد يسوع المسيح عندما نمتلىء بشخصه وقوته.
يا صديقي العزيز، عندما تطلب من الله أن يملأك بالروح القدس، فأنت تقف على عتبة الشروع في أعظم مغامرة في حياتك، وهي ليست اختبارا غريبا متطرفا. تذكر بأنك تطلب أن تمتلىء بالروح القدس بدلا من الامتلاء بالذات. واذ هو يسيطر على حياتك، فانك تصبح أكثر شبها بالمسيح. إن الروح القدس لا يثير الفوضى والتطرفات العاطفية. لقد جاء ليرفع ويمجد المسيح، ولذا فإن رغبتك الدائمة عندما تمتلىء بالروح القدس هي أن تفعل مشيئة الله وما يرضي ويكرم مخلصنا المبارك يسوع المسيح الرب.
لماذا جاء يسوع الى هذا العالم؟ "ليطلب ويخلص ما قد هلك". (لوقا 19: 10).
ما الذي يسعده اكثر من أي شيء آخر؟ اننا نسعده أعظم السعادة حين نتمم مأموريته العظمى بالذهاب إلى العالم اجمع للكرازة بالانجيل لكل مخلوق وان ندعه يحيا حياته فينا.
كيف يمكن تحقيق ذلك؟ بقوة الروح القدس.
فكر في الامر، فانت وانا نلنا الامتياز بأن يستخدمنا مخلصنا المبارك في العمل على ابلاغ العالم الهالك "البشارة السارة" المجيدة.
نحن لا نجروء على اقتراف الخطية ضد الرب وضد الذين ينتظرون السماع، عن طريق التردد لحظة اخرى.
اطلب اليه أن يملأك الآن.

بيل برايت

Save And Share : Share On Facebook ! Add To Del.icio.us ! Google Bookmark ! Send An Email ! Get These Share Buttons ! المسيحي والروح القدس Comments RSS ! Share On Digg ! Share On Reddit ! Share On LinkedIn ! Post To Blogger ! Share On StumbleUpon ! Share On Friend Feed ! Share On MySpace ! Share On Yahoo Buzz ! المسيحي والروح القدسTweet This ! (Click On It For Url Shortening) Share On Google Buzz !

لمتابعة الجديد عن كيف تنمو وتثمر، ننصح بالتسجيل في صفحة TalmazaOnLine بالضغط Like التالية