هل ستدوم علاقتي مع الله؟
هناك الكثير من العلاقات الشخصية التي تمر في حياتنا ولكنها لا تدوم بل تنتهي بسرعة، قد نواجه طلاقاً في حياتنا أو خسارة صديق عزيز علينا أو حتى موت شخص قريب منا. والآن ربما تجول في خاطرك أسئلة عن إذا كانت علاقتك الجديدة مع الله سوف تدوم أم لا.
إذا كنت قد طلبت من يسوع أن يدخل حياتك فقط بغية الذهاب إلى الجنة ففي هذه الحالة أنت لديك الرغبة في دخول يسوع إلى حياتك ولكن ليست لديك الرغبة في النمو في معرفة الله وكلمته أكثر وأنت لا تريد من الله أن يتدخل في قرارات حياتك. في هذه الحالة أنت لم تبدأ علاقة حقيقية مع الله. لقد مات يسوع ليدفع ثمن خطايانا، لذلك فإنها عطية مجانية منحنا إياها. إن على الشخص الذي يتخذ قرار اتباع المسيح أن تكون لديه الرغبة بأن يحافظ على علاقته مع الله لتبقى مستمرة وأن يشكر يسوع الذي حمل عنه خطاياه الشخصية على الصليب.
من جهة أخرى لنفترض أنك طلبت من يسوع أن يدخل حياتك وبداخلك رغبة عارمة للتعرف عليه أكثر وأن يقود حياتك ويتدخل في قراراتك، هذه هي العلاقة المثالية التي يريدنا الله أن نتمتع بها معه. قال الله "لا أهملك ولا أتركك" (عبرانيين 13: 5). عندما نثق بالله ونضع كل إيماننا به فنحن نصبح أولاده المحبوبون.
سوف تساعدك الشواهد التالية على التعرف على وضعنا قبل أن نصبح مؤمنين ربما لم تكن تعي هذه الأشياء ولكن الكتاب المقدس يصفنا على أننا:
أعداء الله (رومية 5: 10)
ضعفاء (رومية 5: 6)
خطاة (رومية 5: 8)
هالكون (متى 18: 11)
فقراء (رؤيا 3: 17)
يمكث علينا غضب الله (يوحنا 3: 36)
أمواتاً بالذنوب والخطايا (أفسس 2: 1)
أغبياء ومستعبدين للشهوات (تيطس 3:3)
نقوم بالأعمال الشريرة (كولوسي 1: 21)
بدون رجاء (أفسس 2: 12)
نمشي في الظلمة (يوحنا 8: 12)
أما الآن وبعد أن أصبحنا مؤمنين، يصفنا الكتاب المقدس بأننا:
في سلام مع الله (رومية 5: 1)
أولاد الله (يوحنا 1: 12)
بدمه نلنا غفران الخطايا (كولوسي 1: 14)
قريبين بدم المسيح (أفسس 2: 13)
مختومين بالروح القدس (أفسس 1: 13)
نور الرب (أفسس 5: 8)
أعطانا حياة أبدية (يوحنا 3: 16)
لا شيء يستطيع أن يفصلنا عن محبة الله (رومية 8: 38، 39)
بالنعمة مخلصون (أفسس 2: 8، 9)
يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا (أفسس 3: 17)
مختارين من الله (أفسس 1: 4، 5)
انتقلنا من الموت إلى الحياة (يوحنا 5: 24)
احياء في المسيح (افسس 2: 15)
أبرار (2 كورنثوس 5: 21)
يقودنا راعي الصالح (يوحنا 10: 27)
قال يسوع: "من يقبل إلي لا أخرجه خارجا ً" (يوحنا 6: 37)
ويوضح ذلك أكثر بقوله: "وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي، أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 28 – 30).
ويقول ايضاً: "واثقاً بهذا عينه أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحاً يكمل إلى يوم يسوع المسيح" (فيلبي 1: 6)
لقد دفع يسوع ثمن خطايانا بالكامل وباللحظة التي نشكره فيها على ذلك ونقبله في حياتنا مخلصاً لنا فهو يجعل منا أبناء له ويعطينا الغفران الكامل.
إن علاقتنا مع الله علاقة محمية، ليس بما نفعله نحن بل بسبب شخصية الله وعمل ابنه يسوع المسيح عنا على الصليب قد أعطانا الله نعمة أن نكون في علاقة معه ولغى كل العقاب الذي كان يترتب علينا ويقف حائلاً بيننا وبين الله. لذلك فقد أصبحنا أولاد الله ونلنا الغفران. ولكن للأسف فنحن ما زلنا معرضين للخطأ، فسوف نجد أنفسنا نقوم بالأشياء والقرارات بأنفسنا وعلى طريقتنا الخاصة بدلاً من وضعها بين يدي الله. ولكن هذا لا يبدل ضمان علاقتنا مع المسيح فقد قال الله عن هذا "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 5: 1)
إن الخلاص هو هبة الله لنا ونحصل عليه مرة واحدة عن طريق الايمان وفي تلك اللحظة التي نتلقى فيها الخلاص فنحن نبدأ علاقة أبدية مع الله. إن علاقتنا مع المسيح لا تعتمد على القداسة الشخصية أو على درجات الإيمان أو على التضحيات أو الأعمال الدينية الحسنة. لأن الله لا يريد أن يكون تركيزنا على الأعمال والأفعال بل أن يكون تركيزنا على يسوع وحده.
بخلاف العلاقات الأخرى في هذا العالم فإن علاقتنا مع الله علاقة مضمونة ومحمية لأن الله مخلص ويريدنا أن نحيا حياة أبدية معه "أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا (1كورنثوس 1: 9)